Saturday, May 30, 2009

من أجل ماذا؟ (corrected ver.)

ودعت أحد أصدقائي القيمون. سيسافر إلى أبو ظبي و سيعمل هناك لسنتين. الاحتمال الذي أستطيع أن أراة ليس صفراً ولكن تقريباً صفر...هذه الحقيقة التي أؤمن بها. لدينا ذكريات جيدة كثيرة لذلك من الطبيعي أن أحزن على وداعه. يبدو أنني بكيت ولكن ليس من أجله بل للوداع ذاته أو لعوامل أخرى

أولاً, من أجل الوداع ذاته فالوقت يسير بسرعة و الإنسان ليس موجوداً بشكل أبدي. باللغة اليابانية يقولون إن اللقاء هو بداية الفراق. في الحياة يوجد كثير من اللقاءات والفراق. الصدفة والقدر...إلخ. إن هذه أشياء تعطي الإنسان وجوداً جميلاً و أيضاً يجعلون الإنسان إنساناً. لا أريد أن أوقف المناعة ضد الفراق أو الأشياء الحساسة لذلك ربما بكيت لكي أمنع ذلك. آه! لم يكن حتى من أجل وداع أو فراق أو فناء الإنسان بل من أجلي فقط

ثانياً فكرت أنني من أجل واقع سوريا. لم أتوقع أنّ مسافرين فقط يستطيعون الدخول إلى داخل المطار. وموظف العسكري ينتظره. أنّ سوريا هي دولة الحرية مما توقعت! حتى السجين السياسي يوجد. لا أحد ينتقد سياسة سوريا في داخل سوريا. على الأقل بشكل سطحي لا يوجد أي حركة سياسية ضد الحكومة لا في الجامعات ولا في المدن أو لا أستطيع أن أرى أي منظمة. ربما هذا بسبب عدم كفاءتي في اللغة العربية أو لقصرمدة السكن هنا. إذا أراد الناس السوريون ذلك, لا أقول أي شيء ولكن قد هرب من الواجب الوطني, يعني خدمة العلم

في كوريا الشمالية مدة الخدمة العسكرية هي عشر سنوات للرجل وسبع سنوات للمرأة و في تايوان سنة واحدة للرجل وفي روسيا أيضاً سنة واحدة للرجل و في كوريا الجنوبية سنتين للرجل. ربما اليابان الذي ليس لديه الخدمة العسكرية هو غير عادي. هو تحت مظلة الجيش الأمريكي من فور الحرب العالمية الثانية حتى إنهاء الحرب الباردة الجيش الأمكريكي كان لديه مهمة ولكنه الآن قد قام بتغير الجيش وقد أصبح مجرد قشرة. على الرغم من أن قوات الدفاع الذاتي اليابانية لديها القوة العسكرية الثانية أو الثالثة الأكبر في العالم, لا يستعمل. هذا تقريباً يعني التجرد. نستطيع أن نقول إنّ التجنيد الإجباري هو إيديولوجية و ليس سياسة واقعية كوسيلة أو كأسلوب للدفاع. (إذا كان التجنيد الإجباري سياسة واقعية,الواقع حيث الناس يعيش هو محزن حتى في هذا العصر) مع إنه عندما أفكر إن الجيش الأمريكي هو وسيلة لقبول الفقراء,لا بد إنه إيديولوجي. من هو ضحية؟ لا يجب أن نغفل الوعي اتجاه أي أزمة ولكن يبدو أنها الفكرة التي يجب أن نحمي الوطن بأنفسنا هي مؤسفة. الحالة التي لا يجب أن نفكر عن الدفاع الوطن هي مثالية. ربما هذا أحد أسباب

ثالثاً إنه أكبر إخوته التسعة لذلك خرج من وطنه لكي يحصل على مال أكثر. (حتى في الإسلام أظن أن تنظيم النسل مهم على الرغم من أن بعض أشخاص يقولون هذه الفكر حرام ربما.) يحتمل إن أحد أسباب الفقر هو عدد كبير لأفراد الأسرة. إن هذا أحد الأسباب التي كان يجب عليه أن يسافر. حتى مع ذلك, كان يبدو أن عائلته تعيش سعيدةً وهي رائعة جداً. هذه الازدواجية, وجود مشاعر متناقضة, تجعلني أحتار

1 comment:

Anonymous said...

مرحبا
كيف حالك؟
لقد لفت نظري العديد من النقاط التي ذكرتها في مقالتك ، فبالنسبة للبكاءعند الفراق أعتقد أنه امر طبيعي بحكم أن الانسان اجتماعي بطبعه ليس مع الأفراد فقط بل مع الأرض أيضاً، فالمكان الذي تكون فيه سوف تبكي لفراقه حتى لو كان لديك ذكريات مؤلمة فيه....أتذكر جيداً عندما سافرت أول مرة من وطني لقد بكيت ولكني لم أحس أنني الذي كنت أبكي ولكني أحسست أن أحداً ما هو الذي يبكي في داخلي
على كل حال بعد فترة من الزمن كل شي تقريباً يصبح جيداً و يختفي ذلك الشعور

بالنسبة للمطار في سورية أعتقد أن الأمور تسير باتجاه ضمان الوضع الأمني دون مراعاة للجوانب الإنسانية مع أنهم يستطيعون أن يهتموا بالجوانب الإنسانية إذا أرادوا ولكن الموضوع يتعلق بسوء التنظيم وعدم كفاءة الادارة مع أن الحالة في المطار أفضل بكثير من الحالة في باقي الدوائر الحكومية في سورية

بالنسبة للجيش والخدمة الإلزامية فالمشكلة ليست مشكلة سنة أو سنتين أو حتى هروب من الجيش ولكن المشكلة أن الجيش يقف عائقاً أمام طموحات الشباب وخاصة المتعلمين وإذا نظرنا إلى الموضوع من ناحية أخرى سنجد أن المتعلم في سوريا يجد فرصته خارج سوريا أكثر من غير المتعلم مع أن الدولة تنفق عليه في التعليم (فالتعليم في سورية مجاني) ولكنها لا تستفيد من المتعلمين فالسلسلة تنقطع عند هذا الحد وتكتمل السلسلة بالسفر، قد يكون وضع صديقك هو حالة خاصة من ناحية الفقر أو العائلة الكثيرة الأفراد ولكن ليس كل الفقراء يسافرون فالحياة في سوريا تناسب الفقير بسبب تدني الأسعار وهناك أغنياء كثيرون يسافرون بحثاً عن حياة أكثر تمدناً، أيضاً من جهة ثانية فالدولة التي تستقبل المسافر تستفيد منه أكثر من وطنه الذي علمه وبالتالي نعود لمشكلة المطار و سوء الإدارة والتنظيم فالبلد الأم لا يأبه للخسائر البشرية في الكفاءات التي يخسرها والتي هي ضرورية من أجل عملية التنمية والنهوض بالتطور .... الأمور في سوريا تمشي ببطء شديد وحذر غير مبرر على حساب راحة المواطن .... وخاصة الفقير

بالنسبة للحالة السياسية في سورية فالموضوع معقد جداً ويحتاج إلى دراسة معمقة وربط أحداث كثيرة اقتصادية وسياسية و تاريخية لفهم تركيبة التوازن السياسي في سوريا .... من السهل أن نقول أنه لا يوجد حركة سياسية معارضة في سوريا ولكن من الصعب أن نفسر ذلك لأن الأمر لا يخلو من الالتباس فكل بلد لا بد له من حركات سياسية لقيام توازن سياسي فيه
في الحقيقة "إن اللغز السوري هو عقدة الحل"
لذلك أتمنى لك التوفيق
وشكراً